تعريف اضطراب المعالجة الحسية
( اضطراب التكامل الحسى سابقا )
اضطراب المعالجة الحسية Sensory processing disorder
هو اضطراب يؤثر على القدرة على معالجة المعلومات الحسية بشكل فعال وفي الوقت المناسب. وهو يعد جزءًا من مجموعة اضطرابات التوحد ويتميز بصعوبة التعامل مع المدخلات الحسية من الجسم والبيئة، مثل الصوت والضوء واللمس والحركة.
ويمكن أن يتسبب اضطراب المعالجة الحسية في تأثير سلبي على القدرة على الانتباه والتركيز والمهارات الاجتماعية واللغوية والحركية. وتختلف أعراض هذا الاضطراب بين الأفراد المصابين به ويمكن أن تتضمن حساسية زائدة للملابس أو الضوء أو الأصوات، أو صعوبة في التعامل مع اللمس أو الحركة، أو صعوبة في التنسيق الحركي والاتزان والمهارات الحركية الدقيقة.
ويحتاج الأفراد المصابون بهذا الاضطراب إلى تقييم ومعالجة من قبل متخصصين بالتكامل الحسى والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والعلاج باللعب والأنشطة الحسية والتربية الخاصة والتأهيل النفسى.
انواع اضطراب المعالجة الحسية
هناك عدة أنواع لاضطراب المعالجة الحسية، ويمكن تصنيفها بناءً على نوع المعلومات الحسية التي يتأثر معالجتها.
وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة لاضطراب المعالجة الحسية:
- اضطراب معالجة الحاسة السمعية: وهو يشمل صعوبة في التعرف على الأصوات أو فهم الكلام أو التركيز على مصادر الصوت.
- اضطراب معالجة الحاسة البصرية: ويمكن أن يؤدي إلى صعوبة في تمييز الأشكال والأحجام والألوان أو التركيز على مصادر الإضاءة.
- اضطراب معالجة الحواس الحركية: وهو يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التوازن والتنسيق الحركي والتحكم في الحركة وتحديد المسافة والاتجاه.
- اضطراب معالجة الحواس الحسية الأخرى: ويشمل صعوبة في معالجة المعلومات الحسية الأخرى، مثل اللمس والشم والتذوق والإحساس بالحرارة.
ويمكن للأفراد أيضًا أن يعانوا من مزيج من أنواع اضطراب المعالجة الحسية، مما يزيد من صعوبة تشخيص ومعالجة هذا الاضطراب. ومن المهم التذكير بأنه لا يوجد علاج محدد لهذا الاضطراب، ولكن يمكن التأهيل من خلال التربية الخاصة والعلاج الوظيفي والعلاج النفسي والعلاج بالأنشطة الحسية والدوائية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
مشكلات المعالجة الحسية
1- فرط الحساسية (Hypersensitivity):
الأسباب: يمكن أن يحدث فرط الحساسية بسبب تحفيز الجهاز العصبي المركزي بشكل زائد، وذلك قد يكون نتيجة لعدة عوامل مثل الوراثة والتعرض للضوضاء العالية والتوتر العصبي والأوضاع الإجهادية والتحسس والتحفيز الزائد للحواس الحسية.
الأعراض: يمكن أن تتضمن الأعراض فرط الانفعال والحساسية الشديدة للضوضاء والروائح والأنسجة والأطعمة والملابس والأحذية والملمس والضغط والحرارة، وغالبًا ما تتسبب هذه الأعراض في توتر وقلق وتشتت الانتباه وضعف التركيز.
العلاج: يتم علاج فرط الحساسية عادةً من خلال برامج التأهيل الحسي والعلاج الوظيفي والعلاج النفسي، والتي تستهدف تنظيم معالجة الحواس الحسية للفرد وتحسين مستوى التحمل الحسي وتحسين قدرته على التكيف مع البيئة المحيطة.
2- نقص الحساسية (Hypoallergenic):
الأسباب: يمكن أن يحدث نقص الحساسية بسبب ضعف التحفيز الحسي للجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدة عوامل مثل الاضطرابات العصبية والتلف الدماغي والاعتماد على بعض الحواس الحسية بشكل أكبر من غيرها.
الأعراض: يمكن أن تتضمن الأعراض قلة الاهتمام بالحواس الحسية وصعوبة التفاعل مع البيئة المحيطة وعدم الاستجابة للحواس الحسية المختلفة وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة التركيز وضعف الذاكرة.
العلاج:
يتم علاج نقص الحساسية عادةً من خلال برامج التأهيل الحسي والتدريب الوظيفي والتي تستهدف تحسين استجابة الحواس الحسية للفرد وتنشيط الجهاز العصبي المركزي. قد يشمل العلاج تحفيز الحواس الحسية المختلفة باستخدام أدوات مختلفة مثل الألعاب التحفيزية والمعدات الحسية الخاصة والتدريب على تقنيات التأهيل الحسي اللازمة لتحفيز وتنشيط الحواس الحسية الضعيفة.
3- البحث وراء المثير (Searching for the sexy):
الأسباب: يمكن أن يحدث هذا الاضطراب بسبب تحفيز الجهاز العصبي المركزي بشكل مفرط بواسطة معالجة الحواس الحسية المحيطة، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدة عوامل مثل العواطف والرغبات والمشاعر والتأثيرات الجوية.
الأعراض: يميل الأفراد المصابون بالبحث وراء المثير إلى التركيز على الأشياء الجذابة والمثيرة بطريقة مفرطة وغير متوازنة، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة التركيز والانتباه وضعف التحصيل الدراسي، كما يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات غير لائقة في بعض الأحيان.
العلاج: يتم علاج هذا الاضطراب عادةً من خلال العلاج النفسي والتدريب على تقنيات الضبط الذاتي والتأهيل الحسي، والتي تهدف إلى تحسين قدرة الفرد على التحكم في معالجة الحواس الحسية وتنظيم اهتمامه وتركيزه على الأشياء الأكثر أهمية والتخلص من السلوكيات الغير لائقة.
4- اضطراب الحس الحركي (Sensory-based motor disorder):
الأسباب: يمكن أن يحدث هذا الاضطراب بسبب عدم تناسق بين الحواس الحسية والحركية في الجسم، وقد يكون نتيجة لصعوبة الجهاز العصبي المركزي في تكامل المعلومات الحسية والحركية، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في الحركات الدقيقة والتناسق بين الأطراف.
الأعراض: يميل الأفراد المصابون بالاضطراب الحسي الحركي إلى الصعوبة في القيام بالحركات الدقيقة والتناسق بين الحركات، مما يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية مثل الكتابة والرسم واللعب بالكرة، كما يمكن أن يتسبب في صعوبة التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين.
العلاج: يتم علاج هذا الاضطراب عادةً من خلال العلاج النفسي والتأهيل الحركي، والذي يتضمن تدريب الفرد على تحسين التناسق بين الحواس الحسية والحركية وتطوير قدرته على التحكم في الحركات الدقيقة، ويمكن استخدام تقنيات مثل العلاج الطبيعي والتدريب الحركي لتحسين قدرات الحركة والتناسق بين الحواس الحسية والحركية.
الخلاصة: تعد مشكلات المعالجة الحسية مشكلات شائعة لدى العديد من الأفراد، وتؤثر على الحياة اليومية للفرد وتقدر بمختلف الأشكال والأنواع، ولكن يمكن علاج هذه المشكلات عن طريق التأهيل الحسي والنفسي والحركي المناسب والتدريب على تقنيات الضبط الذاتي والتحكم في الحواس الحسية والحركية.